Dec 6, 2011

تنبهوا وإستيقذوا يا عرب

تجد تحت ملاحظة حول وضعنا الفلسطيني المشرذم من د. خليل نخلة. أعتقد أن "الِلي مخفي" أكثر وأهم ألأمور هو غياب الثقافة والوعي السياسي الصحيح عند شعبنا والذي يسمح للسياسيين أو من لديهم طموح سياسية في التحكم بإمور الناس. أصبحت الشعارات ومراجعة بطولات قيادات الماضي (للأسف كثير منها أوهام) بديلا عن العمل الذي بقاوم العنصرية والإستعمار الصهيوني. اليوم سمعت أغاني ثورية في جامعتي بمناسبة أن بعض الطلاب لا يريدون أن تزيد أقساطهم سنويا ب 20 إلى 30 دينار. وسمعت كلمات ثورية من بعض "المدراء العموميين" في السلطة الفلسطينية لتأخير دفع رواتبهم (إسرائيل أفرجت عن هذه الضرائب بعد إتفاقات شفهية بشأن أمور ألأمم المتحدة). تذكرت كلمات ثوريه قيلت وكتبت في أوقات أخرى ولأسباب أخرى لها علاقة بالحرية والعودة وتحسرت على الماضي.  تمنيت على المواطنين أن يتحركوا باتجاه القدس ولتحرير بلادنا فليس هنالك وظائف بعد التخرج بدون حرية وكما قال سيدنا عيسى عليه السلام "ماذا ينفع الإنسان إذا كسب الدنيا كلها وخسر نفسه" و"لا يُغير الله ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم".  

هناك حركة مقاومة شعبية حقيقية في العالم العربي. ولكن هناك كما حصل سابقا متسلقين و"مقاومين" فقط أمام الكاميرات أو في قاعات مؤتمرات. هناك أيضا حركة الثورة المضادة من قبل القوات المتحالفة مع نظام الفصل العنصري المعروف باسم إسرائيل و نظام الاختلاس المعروف باسم المملكة العربية السعودية. هناك أيضا لعبة المصالح الإقليمية وبعض الجماعات تراقب مصالحها (إسرائيل, ايران، حزب الله، تركيا الخ). هناك أيضا ألعاب قذرة من فرق تُحاول طرق فرق تسد وحتى باستغلال عمليات مموهة كاذبة. في كل هذه الفوضى يكون تحسين الوعي والتعليم هما حاجة مصيرية للشعوب. والناس الذين لا يتثقفون ولا ينخرطون في العمل الجدي سينقرضون في هذه الغابة الشرسة والمكللة بالضباب. كانت النداء قبل 120 عام في فلسطين "تنبهوا وإستيقذوا  يا عرب" وبعدها "إستيقذوا وإنهضوا يا عرب" وكم نحن بحاجة!

هذه المقابلة التلفزيونية حول "إتفاق" فتح وحماس حول المقاومة "السلمية" (الشعبية) للأسف سطحية وغير متعمقه: 1) لا تذكر التعريف الصحيح للمقاومة الشعبية 2) أن هنالك المئات من أنواع المقاومة الشعبية, 3) وهي أنواع إستعملناها كفلسطينيين عبر 130 عام من المواجهة مع الصهيونية (وليس منذ ما تُسمى بالخطأ "الإنتفاضة الأولى" سنة 1987 وهي في الواقع رقم 14  أو حتى 16).

هنا برنامج وثائقي عن المقاومة الشعبية الفلسطينية على أرض الواقع
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=2ikbxtBdTow!

"
وغاندي" الفلسطيني يمثل امام محكمة عسكرية اسرائيلية
http://knspal.net/arabic/index.php?act=Show&id=31571

الرّبيع العربيّ انتهى إلى شتاء إسلاميّ، لماذا وإلى أين؟

ملاحظة حول وضعنا الفلسطيني المشرذم
د. خليل نخلة  

أنا من الجليل وأسكن في رام الله.  أسافر إلى قريتي التي ولدت فيها—الرامة—مرة كل شهر تقريبا، أو حسب المناسبات الإجتماعية: الزواج أو الموت، إلخ.  هذه القرية هي التي "درستها" أو قمت بالبحث الميداني فيها لرسالة الدكتوراة في العام 1970-71.  بعض الناس الذين يعرفونني ما زالوا يظنون بأنني ما زلت في أمريكا. إنهم غير مضطلعين على التطورات التي حدثت لي منذ 1993!

خلال المرحلة الأخيرة، أي خلال حوالي الشهرين الأخيرين، وبسبب العمل على تطوير وتحديث مكان سكني في البيت الذي ولدت فيه،  إضطررت للسفر إلى الرامة للإشراف على العمل الذي يقوم به "المهنيون"، من بليطة ومواسرجية ودهانين وكهربجية، إلخ.  وخلال تواجدي هناك قبل يومين تقريبا تحدثت في فترة ألإستراحة مع "البليط".  وسألني: " عمي خليل، أين تسكن الآن"، قلت له في رام الله. وقال ردا: "رام الله جزء من إسرائيل، أليس كذلك؟" قلت له بإندهاج بأن رام الله جزء من فلسطين الواقعة تحت السلطة الفلسطينية، وأن رام الله أصبحت "العاصمة" للسلطة الفلسطينية غير المستقلة، وأن رام الله، بالرغم من المظاهر الإستهلاكية والمطاعم الفاخرة والفنادق، إلخ، ما زالت تحت الإحتلال الإسرائيلي.  الإحتلال يقرر حركتنا ومتى نستطيع أن نترك رام الله، ومتى يمكننا أن نجلس مع الأرجيليه في مطاعمها...

صباح هذا اليوم، يوم الثلاثاء، وقبل أن تركت الرامة لأعود إلى رام الله، طلبت من سائق (وصاحب) التراكتور أن يأتي إلى البيت لنقل حملة النفايات التي تراكمت نتيجة عمل البليط في البيت.  سألني هو أيضا: "عمي خليل، إنتي في أميركا ولا هون؟" أخبرته بأنني أسكن في رام الله منذ العام 1997.  فسألني: "رام الله جزء من إسرائيل، أليس كذلك؟" إضططرت أن أعيد ما قلته سابقا للبليط، ولكنني تفاجأت بالسؤال، ولم أتوقعه.
كلاهما ليسوا أكاديميين ولا مثقفين ولا خريجي جامعات.  كلاهما عمال، أحدهم غير مهني والآخر مهني.  المهني (البليط) لم يتابع دراسته في المدرسة ولم ينه الثانوية العامة.  تطوع للخدمة في الجيش الإسرائيلي ليتعلم "صنعة".  هو ناجح جدا في هذه "الصنعة" ولكنه لا يعرف شيئا خارج هذه "الصنعته"!
لا أدري إذا كان كلاهما يشاهد الأخبار في القنوات التفزيونية الإسرائيلية.  كلاهما يحكم "الصنعة" يعبران عن نفسها بالعبرية بأريحية، ولكنهما لا يفقهان أي شيئ خارج هذا الإطار.  ليس فقط بأنهما لا يدركان فلسطينيتهما، بل أن الإطار السردي الطاغي هو الإطار الإسرائيلي، وهو الإطار السردي المريح والمهيمن!

ماذا يعني هذا عمليا عندما نصر بأننا شعب واحد، ويجب أن نفكر بمصير واحد، ونعمل علة تحقيق هذا المصير؟ من يفكر بهذا؟ وكيف نكسر هذه الشرذمة؟ هل القناعة بأننا شعب واحد هي قناعة النخبة المثقفة، أو الأكاديمية، فقط؟  وماذا مع هؤلاء الذين يمثلون أغلبية الشعب؟ 

د. مازن قمصية


No comments:

Post a Comment